الدوله التائهه (16).. البهلوان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين.. ومحاولات مستمره لإغتيال ‘كاريزما’ الملك

Posted on February 5, 2012

0


البهلوان

البهلوان

كتب بيتر سنو

في علم السياسه للحكم حالتين اولهما كاريزما الحاكم …والثاني ان تحكم المؤسسه …ويقال أن كاريزما الحاكم وحدها قد تؤسس لسلطوية بغيضه في القرار ..وهذا ما حدث مع( جون كينيدي) فهو لم يغتال لأنه كاثوليكي ولكنه أغتيل لأنه ألغى المؤسسة في الحكم الأمريكي …بالمقابل جورج بوش الأبن كان تافها لدرجة أنه أدمن على البيره في شبابه وفي علم الأدمان …تعتبر البيره من الأنواع النادره وذات التأثير والضرر الكحولي المحدود وفي عهده قادت المؤسسه أمريكا معتمدة على أنعدام (الكاريزما)  لدى بوش .

في العالم العربي القصه متشابهه نوعا ما فمبارك في أواخر عهده شكل مؤسسة حكم قادت البلاد …وسلم جمال كل شيء …اذا لنتفق على شيء وهو أن المؤسسه أن حكمت فالأمر مقبول لأن قرارها جماعي ولكن الفرد اذا ألغى المؤسسه وقاد بنفسه دون أن يدرك أفتقاره الى الكاريزما فهذا سيؤدي الى الهلاك..وقد يقود الحاكم المرحله اذا كان يمتلك كاريزما القائد وصدام حسين حاله مهمه في العالم العربي فهو قائد فطري ولكنه ألغى كل مؤسسة البعث والجيش …وتفرد بالسلطة فكان ما كان …اذا لنتفق أن الحاله المثاليه هي وجود المؤسسه والكاريزما وغياب عنصر سيؤدي الى خلل ولكن تبقى اضرار المؤسسه اقل من اضرار الكاريزما أو السلطه المطلقه .

السؤال الأردن أين من هذه المعادله؟ ..سأجيبكم بالتفصيل …باسم عوض الله وكونه ذكي وتعلم مناهج الأداره استطاع أن يجري محاولات عديده لأغتيال كاريزما الملك ..والأخطر أنه أختصر مؤسسة الديوان في نفسه .

دعوني هنا اسرد قصة مهمه عن تمثل نموذجا على أغتيال كاريزما الملك واسلوب الحكم ….الملك عبدالله كان ينظر في بداية حكمه الى مروان القاسم وعدنان أبو عوده وعبدالسلام المجالي….كرجال دوله وميزتهم أنهم يصدقون العرش …وكان يكره الأقتراب من زيد الرفاعي …فقد أوصاه الملك الراحل قبل مغادرته ألى الولايات المتحده بأن يحذر من زيد ..وهذا الأمر كشفه ايفي شتاين ..في كتابه اسد الأردن حين قال الملك حسين على سلم الطائره في رحلته الأخيره للولايات المتحده لزيد الرفاعي :- أياك أن تمارس الاعيبك القذره مع أبني …وقد ذكرها أيفي شتاين بالنص الصريح في كتابه أسد الأردن.

وفعلا حاول الملك عبدالله أستقطاب هؤلاء الناس في بداية حكمه ولكن ثمة حلقه مفرغه وخطيره في تاريخ حكم الملك عبدالله لم نستطع فهمها للان وهي لماذا أبتعد الملك فجأه عن هذه الثلاثيه …ومن نقل معلومات مغلوطه أو مدسوسه ….لا نعرف ؟

ولكن باسم عوض الله كان مهندس تكسير مرحلة الملك حسين بأحتراف ودعوني هنا أروي لكم هذه القصه …في العام (2007) كان الملك يريد أن يقيم مأدبة غداء  لمجموعه من الرموز السياسيه ويقول المصدر أن جلالته نفسه أصر على أن يكون مروان القاسم في المأدبه …وقد وجه أمرا ملكيا لرئيس الديوان بدعوة مروان القاسم ..وكانت هذه المأدبه تضم مجموعه من رجالات الحكم السابقين …

مروان القاسم كان يمثل نمطا من رجالات الحكم الرصينه بمعنى أنه كان يكره الخروج عن النص ..وثمة مواقف لهذا الرجل في الولايات المتحده كانت تصب في رفض التزلف والأقتراب فهو مثلا حين كان يسافر في مهمة رسميه كان يرفض وكلاء سيارات الرولز رايس ….والتعاطي معهم كونه يؤمن أن للمنصب شروطا خاصه ووقارا لايمس.

وعندما أوعز الملك لباسم بدعوة القاسم كان على باسم أن يقوم هو نفسه بالأتصال مع القاسم ..ولكنه وعلى خلفية أرث شخصي قديم ربما ؟ كلف موظفا في التشريفات بالأتصال بمروان القاسم …

كان مروان القاسم وقتها يعاني من مشاكل صحيه متمثله بالضغط وأعتذر بأدب جم ونقل هذا الموظف الأعتذار لباسم عوض الله ….ولكن يبدو أن للوقاحة تصنيفات متقدمه ..ولهذا أصر باسم عوض الله أن يحرج القاسم كون الأخير من الرجالات التي تحترم نفسها وتؤمن أن تاريخه يجيز له بأن يقوم رئيس الديوان شخصيا بدعوته ….فطلب من موظف التشريفات أن يتصل مرة أخرى ..وأن يقدم مروان القاسم الأسباب الموجبه للأعتذار …كان رد القاسم على الموظف قاسيا جدا وكان يحمل رساله لباسم عوض الله مفادها من أنت حتى تفعل ذلك ؟…ومن ضمن ما قاله القاسم لهذا الموظف أن ثمة أشياء في مزرعته تحتاج لأصلاح ويريد أن يمضي الوقت هناك ….بالطبع تلقف عوض الله الرساله وقدمها لصاحب القرار بصوره معكوسه تماما ومشوهه ومفادها أن القاسم بعد الملك حسين لم يعد يرى أحدا في عينيه …وكان له مغزىمن تقديم تلك الصوره …

ولباسم طريقه في أيصال الرسائل فقد خاطب في نفس العام نائب رئيس وزراء سابق في عبدون هو وصائب عريقات بطريقه فجه دعت المخابرات وقتها لوضع الحادثه بتفاصيلها أمام الملك حين قال له هو وصائب عريقات :- (بتحكوا عنا أحنا الفلسطينيه بدنا أنخرب البلد) ..وكان وقتها يقود سيارته (الأودي) ثملا مع صائب عريقات في شوارع عبدون المكتظه .

والسؤال لماذا قاتل باسم في تهميش عدنان ابو عوده ومروان القاسم ومحمد عدنان البخيت وعبدالسلام المجالي وكل العسكريين الذين كان لهم خدمه طويله في السفاره الأردنيه بواشنطن …لسبب بسيط أنهم يعرفون تاريخا لايعرفه الناس ربما ….ولسبب أخر هو تكسير الكاريزما وتقديم المؤسسه التي تختصر كل قراراتها برغبة باسم .

اذا المؤامره التي حاكها باسم عوض الله لم تكن على الدوله بل كانت على النظام نفسه …وعلى المؤسسه وصدقوني أنه أوقع ضررا خطيرا بصورة العرش …فالملك لم يكن يريد أن ينقلب على أرثه العسكري العشائري ولكن باسم وبرسائل مزوره وموهومه وبلقاءات بروتوكوليه مع السفير الأمريكي أستطاع أن يمارس دور العراب القذر ..في تقديم وصفه للعرش تتمثل بتغيير نهج الحكم ….ويستطيع العرش الان ان يدقق في الرسائل التي نقلها باسم وسيدرك انها في أغلبها لم تكن رغبات غربيه أو حتى مشوره بقدر ما كانت من تأليف باسم .

حتى في تعيين عدنان بدران …أستطاع باسم أن يكذب على العرش فكونداليزا رايس كانت مستاءه من تهميش الاكاديميين العراقيين في المشهد السياسي وتحدثت عن ذلك وضغطت على الحكومه العراقيه وقتها لادخالهم في العمليه السياسيه وألتقط باسم تلك الاشاره ولكنه حولها لعمان بعد أن كانت متجهه لبغداد وزورها حين أخبر النظام بأن تلك الرغبه الأمريكيه ستكون بلسم أدرار المساعدات ..ونجح في تعيين عدنان بدران .

اذا لنتفق أن المؤامره التي حاكها باسم استهدفت طرفين العرش والشعب فهي في المرحلة الاولى أنتزعت الملك من تكوينه العسكري العشائري النقي ..وفي المرحله الثانيه وعبر نقل رسائل أمريكيه كاذبه ومخادعه من السفاره نجح في تغيير أولويات العرش …ويستطيع الديوان الملكي أن يجري جردة حساب للأتصالات الأمريكيه الاردنيه فيما يتعلق بالشأن الخارجي ويستطيع أن يكتشف حجم التزوير في الرسائل التي نقلها باسم .

الغريب أن البعض كان يظن أن عوض الله هو أحد عملاء السي أي ايه المتقدمين في المنطقه وقد حاول باسم أن يكون كذلك ولكن السي أي أيه لاتزرع عملاء من هذه الشاكله والأردن ليس مناخ مناسب فهي تتعاطى معه بطريقة الرعايه وليس الوصايه أو المناكفه بمعنى أن الأردن بالنسبة للسي أي ايه هو مرجعيه في الأرهاب ..هو يستطيع أن يقدم وصفه شرقيه استخباريه في كبح جماح المنظمات المتطرفه …يستطيع أن يكون معلما في هذا المجال بالمقابل فدوائر القرار والشخوص السياسيه ليست اولويه في التجنيد او العماله ابدا ..بعكس سوريا أو لبنان وحتى اسرائيل نفسها كون السياسه الأردنيه واضحه وغير مرتبطه بمشروع مقاوم أو مشروع أيراني

الأمر الاخر أن أبسط اولويات زراعة العميل هي القاعده الأجتماعيه أو القبول الأجتماعي ومعروف لدى (السي أي ايه) أن الرجل يملك أزمه في هذا المجال …وهنا تكتشف مكمن الخطر الحقيقي في شخصية هذا الرجل وهي أنه أوهم ..مجموعه من السياسين في الأردن ومن الصحفيين والنخب بأنه رجل السي أي ايه المدلل ….

باسم يجب أن يحاكم أمريكيا أيضا ويجب أن تراجع السفاره الامريكيه في عمان سجلات لقاءات السفراء بهذا الرجل وأن يراجع الديوان الرسائل التي نقلها …والسؤال لماذا فعل كل ذلك ..أظن أن مدرسة باسم عوض الله هي فتح وهو من جيل صائب عريقات وقد كشفت (ويكيليكس) دوره –واقصد عريقات- في ضرب غزه في التامر على العرب في محاولة تدمير الدور الاردني وفي الأتفاق مع الموساد على ضرب حماس ..وباسم كان يسير بنفس النهج ويمارس نفس الدور ….كان دوره يشبه دور عريقات تماما في اللعب على كل الأوتار وهو للعلم معلمه وربما استاذه في السياسه وتستطيعون أن تراجعوا حلقة أحمد منصور مع صائب عريقات حين قام بتعريته عبر الوثائق الموره وتراجعون دور باسم البهلوان في الاردن

في الحلقه القادمه سنتحدث عن أنتاج الحلقات المحيطه …لباسم من مثل العضايله الفايز ووغيرهم من ضباط الحرس ..وكيف تغلغل في دوائر كانت محصوره على رؤساء ديوان سابقين ….والأخطر من كل ذلك كيف أستطاع أن يتغلغل في تركيبة وتعينات ضباط الحرس .